جاك ما مؤسس علي بابا

أغلب قصص النجاح التي نسمع عنها تبدء بالإخفاقات والفشل، وتكون هذه الإخفاقات محطمة في بعض الأحيان. لكن الثقة بالنفس والشخصية المبنية على أسس وقواعد قوية ومتينة لا تستسلم وتستمر بالمحاولات مرة وراء مرة حتي تصل إلى النجاح وتحقيق الطموحات المسطرة دون كلل أو ملل أو ضعف. من أبرز وأشهر هذه القصص الملهمة والمعبرة قصة جاك ما Jack Ma مؤسس علي بابا، فمن هو جاك ما؟ وكيف وصل الى تحقيق الشهرة التي يحظى بها وكيف استطاع تحدي العراقيل التي واجهته ليحقق ما لم يحققه آخرون؟

كيف حقق ثروته بعد أن تعرض للرفض مرات عديدة؟

كما ذكرنا سابق فمعظم قصص النجاح لا تبدء ببداية جيدة، بل تعترضها مشاكل وصعوبات كثيرة.

أكبر الشخصيات المؤثرة في العالم من مخترعين ومبتكرين وشخصيات مشهورة عانت وقاست في بداياتها وكانت الطرق التي سلكوها مفروشة أشواكا.

لغل أبز نمودج لهذه القصص قصة جاك ما مؤسس علي بابا،  لكن قصته كانت استثنائية فقد تعرض لأكبر حملة رفض حيث تم رفضه من المدرسة الإعدادية والثانوية 5 مرات والجامعة 3 مرات و 10 مرات تم رفضه من قبل جامعة هارفرد.

بالإضافة إلى سلسلة الرفض التي تعرض لها جاك ما فقد تم رفضه أيضا من الوظيفة حوالي 30 مرة، زيادة على عدم قبوله الالتحاق بالعمل في مجموعة مطاعم كنتاكي كان الوحيد المرفوض من بين 24 متقدما، كما رفض من بين 4 أصدقاء له من الانضمام للشرطة رغم كل هذا فقد أصبح في الأخير مليارديرا وقدوة في العالم.

حياة جاك ما مؤسس علي بابا

ولد جاك Jack Ma ما في أسرة صينية فنية في 15 أكتوبر 1964، فقد كان والداه يشتغلان في المجال الفني في غناء الأغاني التقليدية الصينية الشهير في هانتشو الصينية (البينغ تان)، الواقعة بمقاطعة صغيرة والتابعة لمدينة شانغهاي الصينية، والتي يصل عدد سكانها حوالي 2.5 مليون نسمة.

إمتهن جاك ما تعليم الإنجليزية عام 1988، واصبح أستاذا بعد أن تخرج من جامعة هانتشو والتي كانت تعتبر جامعة ذات مستوى ضعيف في الصين، وهي جامعة هانتشو العادية الأن.

لماذا تم تغيير الاسم الصيني إلى اسم إنجليزي

قضى جاك ما حوالي التسع سنوات في الاشتغال في المجال السياحي كمرشد سياحي في فندق القنصلية والذي سمى الآن فندق “شانجري لا”، وكان يعمل بالمجان لقاء خدمته. هذا ما اكسبه لكنة عند التحدث كلكنة الأميركيين الغربيين فهو يتقن اللغة الإنجليزية و يتحدث بها  بطلاقة.

قدم جاك ما تصريحا في ما بعد يفيد بأن السياحة علمته لغة وأشياء مغايرة كليا  ما تعلمه في المدارس والجامعة. كما قال بأن المدة التي يستغرقها في الوصول إلى مكان عمله أي الفندق تأخذ حوالي 45 دقيقة في الذهاب والرجوع وقد كان مواظبا على العمل هناك لمدة طويلة.

جاك ما Jack Ma ليس الاسم الاصلي له لكن تم تغييره من طرف سائحة أجنبية صديقة له، لأنها كانت تجد صعوبة في نطق اسم “ماجونج مارينج” والتي أصبحت صديقته بالمراسلة لجاك ما  في ما بعد، ومن هنا جاء اسم جاك ما والذي تبناه منذ ذلك الوقت وأصبح جاك ما” اسم الشهرة لماجون مارينج.

الحياة المهنية لجاك ما وتأسيسه لمجموعة علي بابا

خلال قيامه بزيار ة للولايات المتحدة الأمريكية وللمرة الأولى قرر جاك ما التخلي عن مهنة التدريس كمعلم لغة إنجليزية، لأن مدخولها وراتبها كان زهيدا جدا ولم يكن كافيا له، حيث كان جل ما يتقاضاه لقاء التدريس كان فقط 15 دولارا.

هذا السبب الأول بالإضافة إلى ارتفاع رقعة استعمال الأنترنيت في ذلك الوقت، ورغبته في تجربة جدية ومثمرة أكثر وبعيدة عن عالم التعليم.

كانت الفكرة الأولى التي بادرت إلى دهنه وسارع إلى تنفيذها بعد رجوعه إلى موطنه الصين هي إنشاء موقع إلكتروني مهمته أن يكون بمثابة دليل ومرشد لمختلف الأعمال التجارية في الصين وأطلق أسم “الصفحات الصينية” على الموقع. لكن الفكرة لم تدم طويلا وفشلت بسبب قلة الاهتمام بالمجال التكنولوجي أنداك.

ثم بعد ذلك اقترح على مجموعة من أصدقاءه خلال عزومه نظمها لحوالي 18 صديق فكرة مشروع علي بابا وحاول إقناعهم بها وفي الأخير وافقوا عليها وجمعوا المبلغ المالي الذي تحتاجه الفكرة في البداية والمقدر في 60 الف دولار أمريكي.

في بداية الأمر واجه المشروع مجموعة من الصعوبات والعراقيل لدرجة أنه في السنوات الثلاث الأولى لم يسجل ربحا ماديا ملحوظا إلا دولارا واحدا، لكنه ما لبث ان أصبح مشروعا ناجحا بالدرجة الأولى. أصبح جاك ما ضمن قائمة الشخصيات  الغنية والمؤثرة بالعالم بثروة تبلغ 46.6 مليار دولار و هذا ما ذكر في الأرقام الإحصائية الأخيرة.

إنشاء علي إكسبريس

بالنسبة لطموحات جاك ما Jack Ma فلم تكن محدودة، وكان يطمح أيضا لتولي قيادة التجارة الإلكترونية في الصين أنداك وحاول مرارا ذلك. قام جاك ما في هذا الصدد بتأسيس “متجر تاوياتو” الإلكتروني، ثم بعد ذلك أسس مجموعة علي إكسبريس في سنة 2010 لتنظم إلى لائحة المجموعة التي أسسها ضمن علي بابا.

لم يكن مشروعا فاشلا أبدا فقد حقق أرباحا طائلة وأصبح ينافس المواقع الرائدة في المجال مثال أمازون وإي باي والتي كانت تعتبر من أبرز المتاجر الإلكترونية في العالم.

بسبب هذه الفكرة و التي لاقت نجاحا باهرا واكتسحت العالم، تجاوز نجاحها مجموعة من الدول الرائدة كالنمسا والنرويج وبولندا وإيران، كانت فكرة علي إكسبريس بمثابة الإنجاز العظيم لجاك ما وحصل من خلالها على أرباح باهظة وكبيرة.

قرر جاك ما الانسحاب والاستقالة من منصب المدير التنفيذي لمؤسسة علي بابا بعد ثلاث سنوات من تأسيس علي إكسبريس، مخلفا وراءه مؤسسة عظيمة وناجحة ودليلا على عظمته وعبقريته المشهود لها، وقصد العمل في مجال الأعمال والأنشطة الخيرية.

الانشطة الاجتماعية والأعمال الخيرية لجاك

رغم النجاحات التي حاز عليه جاك ما والثروات الكبيرة التي حصل عليها من عمله، ومشروع علي بابا لم ينسى أبدا موطنه في الصين، فبعد الاستقالة بادر إلى الاهتمام بالمشاكل التي يعانيها سكان المنطقة التي ينتمي إليها.

هم إلى تقديم يد العون لهم، بداية بتعديل وإصلاح البيئة التعليمية وتجويدها قدر المستطاع، فضلا عن اهتمامه بمشكل التلوث البيئي والذي يهدد ساكنة الصين واعتبره السبب الرئيسي في موت والد زوجته بالسرطان. كان اهتمام جاك بعد تقاعده منصبا في الأعمال الخيرية وتقديم المساعدات الإنسانية.

بعد ذلك توالت تبرعاته في هذا المجال زيادة على إنشاءه لمؤسسة خيرية تعنى بحماية البيئة، كما أن شركته قدمت دعما ماليا مهما للدعم مبادرة حماية البيئة إضافة إلى تطوير مجال التعليم والطب وتنميتهما.

إضافات مثيرة حول حياة جاك ما

•   بالإضافة إلى عبقريته في مجال عمله غير أنه كان مؤثرا أيضا بمجموعة من الاقوال والاقتباسات والنصائح والإرشادات التي دوام على إسدائها للمستثمرين والاشخاص الاخرين، فجاك له مهارة فطرية مشهورة بالتأثير على الآخرين بطريقة مدهشة.
•   من الاشياء الغريبة على جاك ما و الذي وصلت إليه صحيفة بزنس ويك أنه يكلف مساعديه بتصفح صفحات الأنترنيت أما هو فكان يهتم بتعلم الطب الصيني التقليدي ويلعب البوكر في معظم أوقاته.
•  والحقيقة الأخرى أن جاك ما لا يعلم الكثير عن مجال الحاسوب فمعرفته به تقتصر على إرسال و استقبال رسائل البريد الإلكتروني، زيادة على الولوج العادي لتصفح شبكات وصفائح الأنترنيت.
•  بالنسبة للحياة العائلية لجاك فقد تزوج في وقت متأخر بزهانج يانغ، ورزق منها بطفل وطفلة يدرسون بكاليفورنيا في الوقت الحاضر.
•   يمارس جاك ما Jack Ma الفنون القتالية الكونغفو ويبرع فيها.