كيف توظف علم النفس التنظيمي لتنمية شركتك وتطويرها؟

كيف يساعد علم النفس التنظيمي في تنمية شركتك؟

محتويـات

يلعب العامل النفسي دورا مهما في إنجاح أي شركة سواء من حيث التسيير والتدبير ولا من حيث الإنتاجية والتطور وزيادة الأرباح. فكيف تكون الطريقة المثلى لتوظيف علم النفس التنظيمي في مجال الأعمال لتحقيق التفوق المطلوب والنجاح المرغوب؟

علم النفس التنظيمي
علم النفس التنظيمي

علم النفس التنظيمي و مجال الأعمال

أصبحت السوق مكانا مكتضا ومشتدا بالمنافسة بين الشركات وأصحاب الأعمال. وأصبح البحث عن وسائل مستجدة وطرق بديلة لتحقيق التفوق على المنافسين من أهم التحديات التي تواجه رواد الأعمال حاليا.

لقد توجه العديد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات للعناية بالجانب النفسي السيكولوجي وتوظيفه في سير الأعمال بشركاتهم. ذلك باعتبارها من الاستراتيجيات الفعالة والتي أثبتت نجاعتها في تحقيق الأرباح والطموحات المنشودة.

موضوع له صلة كيف تساهم الرقابة على المنافسة في تحقيق الريادة والتفوق على المنافسين؟

أطلق على هذا الأسلوب علم النفس التنظيمي أو سيكولوجيا الشركات، وتعد من أفضل الاستراتيجيات المتبعة حاليا في تطوير الأعمال والوصول للريادة في جميع المجالات.

حيث تم التوصل من قبل أصحاب الشركات ورواد الأعمال للاستنتاج الذي مفاده بأن الحصول على الأرباح المرادة وتحقيق النتائج المتوخاة رهين بتوفير المناخ المناسب للعمل لمختلف العاملين، والجو الملائم لتلبية حاجاتهم وتحقيق بيئة سليمة يسود فيها التعاون والتضامن والتكافل وروح المسؤولية بالشركة لجميع العاملين فيها على اختلاف درجاتهم ورتبهم.

لهذا الغرض لجا أصحاب الأعمال لاعتماد علم النفس التنظيمي في تجويد بيئة العمل بشركاتهم. وتوفير البيئة الملائمة عن طريق سيكولوجية الشركات لتسهيل وسلاسة العمل بالشركات لما تحققه من مردودية ونجاح.

في المقال أسفله سنتعرف الطريقة المثلى لتوظيف علم النفس التنظيمي لتجويد العمل بالشركات وتحسين الإنتاجية، تابع القراءة لمعرفة المزيد من التفاصيل المهمة.

ما المقصود بعلم النفس التنظيمي؟

من المفهوم “علم النفس التنظيمي” يتبين بأنه قسم ينتمي لمجال علم النفس. يهتم علم النفس التنظيمي أو علم نفس الشركات بدراسة مجالات عمل ونشاط الشركات.

بالإضافة إلى احتياجات ومتطلبات الموارد البشرية باي شركة. أي يختص بدراسة بيئة العمل التي يعمل فيها موظفو وعاملوا الشركات ويعمل على ملائمتها مع احتياجاتهم النفسية وتغيير حياتهم للأفضل.

بهذه الطريقة يعمل علم نفس الشركات على زيادة إنتاجية العاملين ورفع مردودية الشركة من خلال توظيف علم النفس التنظيمي في الشركة.

بمعنى أبسط فعلم نفس الشركات يعني أنه عندما توفر البيئة المناسبة للعمل. والتي تشعر العاملين بالارتياح فمن المؤكد أن تكون مردوديته في العمل بالجودة المطلوبة، كما سيعمل على الرفع من أدائهم في العمل وإتقانه.

ولتحقيق هذه هذا المناخ فيستلزم ذلك التقيد بمجموعة من الشروط من طرف رب العمل مثال:

ضمان نظام حماية وأمان بالشركة، توفير أوقات استراحة للموظفين واحترامها. بناء علاقات وطيدة وسليمة بين مختلف مكونات الشركة بين الموظفين بعضهم مع بعض وبين الموظفين ورؤسائهم وغيرها من العلاقات التي تعتبر أساس الشركة.

وتمتيع جميع عاملي الشركة بحقوقهم مع احترام خلقيات العمل وضوابطه، وغيرها من العوامل التي يجب توفيرها بحسب علم النفس التنظيمي في الشركات والمؤسسات المهنية.

من المؤكد أنه عندما تتوفر جميع هذه العوامل فالموظف سيشعر بالرضا والارتياح في العمل بالمؤسسة المعنية، وسيشعر بأن الشركة تضعه في صلب اهتماماتها وتسعى لتوفير البيئة الملائمة له. مما سيؤثر على نفسيته بشكل إيجابي وسيجعله أكثر إنتاجية وتفان في العمل وبالتالي السير بالشركة للأمام وتطويرها.

من المسؤول عن تطبيق علم النفس التنظيمي في الشركة؟

تنوط مهمة تطبيق علم النفس التنظيمي في الشركة بمصلحة الموارد البشرية وشؤون العاملين.

تعمل مصلحة الموارد البشرية والاعتناء بشؤون العاملين والموظفين على التوصل إلى العوامل وأساسيات توفير البيئة والظروف الملائمة والتي تساعد العاملين على الإنتاج وتحفزهم على الأداء الجيد في العمل.

كما تلعب دور الوسيط بين اهتمامات العاملين واهتمامات المؤسسة التي يعملون بها.

ماهي مجالات تخصص علم النفس التنظيمي في الشركة والجوانب التي يهتم بها؟

لا ينحصر عمل علم النفس التنظيمي في حل النزاعات والمشاكل الداخلية التي تقع داخل أسوار الشركة.

بل يتجاوز هذه المهمة لكي يؤثر في مجموعة من المجالات الأخرى والتخصصات بالشركة ويهتم بجوانب عدة فيها.

إقرأ أيضا كيفية تاسيس شركة.

1- انتقاء الطاقات والدماء الجديدة للتوظيف بالشركة

يهتم علم النفس التنضيمي في عمله بالشركات بالعمل على قطاع التوظيف. حيث يختص بانتقاء الموظفين المناسبين من بين المرشحين المتقدمين للوظيفة الشاغرة بالشركة. وتعد مهمة التوظيف من مهام علم النفس مؤسساتيا.

علم النفس التنضيمي يمتلك مجموعة من المبادئ والضوابط التي تمكن من حسن اختيار الموظف المناسب للوظيفة الشاغرة بالمؤسسة. حيث يساهم في اكتشاف مميزات ومؤهلات كل مرشح ونسبة كفاءته المهنية وتوقع مردوديته وإنتاجيته بالشركة والقيمة المضافة التي سيساهم بها في المؤسسة.

أثناء المقابلات الشخصية لانتقاء الموظفين تستخدم لجنة الموارد البشرية علم النفس في اختيار الموظف المناسب للوظيفة التي تعرضها الشركة على المترشحين.

يستعمل عالم النفس مفاهيمه وخبراته التي تعلمها خلال مسيرته من ديناميكيات الفرق وسيكولوجيات النفس. كما يقوم بمجموعة من التجارب النفسية في اختبار المرشحين أثناء مقابلة العمل.

من خلال إتباع هذه الطرق يتوصل عالم النفس إلى استنتاجات بخصوص المترشح ويقيمه بناء على هذه النتائج. ويتمكن من تحديد الموظف الأكثر ملائمة للمنصب والذي يستجيب للمعايير التي تبحث عنها الشركة والتي تتناسب مع سياساتها.

2-  إيجاد البيئة الملائمة التنظيمية للعمل المؤسساتي

من الفوائد التي يقدمها علم نفس التنضمي للشركات إيجاد الظروف والبيئة الملائمة للعمل من خلال معرفة جوانب القوة والضعف في المناخ السائد في المؤسسة.

حيث يعمل علم النفس التنظيمي للوصول إلى المناخ المؤسساتي الجيد الذي ينبغي توفره في المؤسسة لتحقيق الأهداف المنشودة.

كما يهتم علم نفس الشركات بالتنسيق بين المبادئ الأساسية للشركة وبين متطلبات العاملين بها وتنظيم الإجراءات والتدابير والتطورات التي تعرفها الشركة بشكل مستمر.

يساعد علم النفس التنظيمي من التقرب من العاملين للتعرف عنهم عن كثب للتعبير عن مكنوناتهم وانطباعاتهم بخصوص قوانين العمل بالشركة والإجراءات والتطورات التي تلحقها.

حيث يساعد التعرف على هذه المعطيات في تحديد الطريقة المناسبة والنقط الإيجابية في العمل قصد توفير البيئة المناسبة للعاملين.

يعد العنصر البشري العنصر المهم في الشركة لدى فالوصول إلى رضاه وتحقيق ظروف العمل المناسبة له، سيعمل في صالح الشركة ويحفز العمال ويشجعهم على المزيد من العطاء والإتقان في العمل.

3- اختبار الجانب السلوكي للعمال والموظفين

يدخل أيضا علم النفس التنظيمي في تخصص دراسة واختبار السلوك ورد الفعل عبر مجموعة من الفحوص التطبيقية.

يتم اختبار كل عامل على حدى للكشف عن الكفاءات والمؤهلات المهنية التي يتميز بها في علاقتها بالعمل داخل المؤسسة. ويعتمد على نتائج هذه الاختبارات والفحوص في وضع كل موظف في مكانه المناسب، وفي توظيف العاملين في المناصب كل على حسب قدراته ومؤهلاته.

4- تقييم الأداء الشامل في الشركة

تعتبر هذه العملية ضرورية في تقدم أي شركة، ويتم توظيف علم النفس كذلك في هذا الجانب. حيث يعمل على الكشف عن نقاط القوة والضعف في المؤسسة قصد معالجتها وإحداث تعديلات وتحسينات على الجوانب التي تتطلب ذلك وكذلك بعد إنجاز عملية التقييم الكلي لأداء الشركة.

تتم عملية التقييم على نحوين إما تقييم فردي أي تقييم كل عامل بشكل منفرد أو تتم عملية التقييم بشكل جماعي ضمن فريق. كما يكون التقييم غما للعمال الجدد ويكون تقييما اختباريا أو تقييم العمال الذين يرغبون بترقية في مناصبهم والذين برهنوا على كفاءتهم في الشركة وتقدموا للحصول على ترقيات.

5- التنمية الذاتية والتداريب

يهتم علم النفس التنظيمي كذلك بمجال التنمية الذاتية وتوفير التداريب والتمرين المناسب للعاملين بالمؤسسة. وهذا له تأثير كبير على حسن سير الشركة وعلى نجاحها وتعزز مكانتها في السوق وتبرهن على قوتها وسط منافسيها.

تراهن مجموعة من الشركات في ظل ازدياد حدة المنافسة على تطوير وتنمية العنصر البشري بها باعتباره مفتاح الريادة والتفوق في السوق على المنافسين.

حيث تقوم باستثمارات مهمة في تدريب عمالها وتوفير دورات تكوينية لهم في مجموعة من التخصصات. وتنمية مهاراتهم لتواكب متطلبات العمل سواء في مراكز مختصة أو دورات على الإنترنت. كما تقوم بتنظيم لقاءات واجتماعات ومحاضرات مفيدة وتوفر لهم الوسائل والآليات المناسب لتطوير مهاراتهم وتأهيلها.

6- تحديد المهام والاختصاصات

يدخل علم نفس الشركات في حصر المهام الخاصة بكل منصب وتحديدها، بالإضافة إلى تحديد الأدوات والمعدات المناسبة لكل وظيفة وكذا العمليات والإجراءات الملائمة لكل منصب.

كما يساهم علم النفس التنظيمي في تعيين المعدات والطرق الكفيلة بالتوصل إلى النتائج المرادة قصد تحليلها لتحقيق الأهداف المنوطة بكل وظيفة في الشركة.

ما الأهمية التي يكتسيها علم النفس التنظيمي في الشركات؟ ولماذا يعتبر ضرورة ملحة في كل مؤسسة؟

يحقق علم النفس التنظيمي مجموعة من الفوائد المهمة في أي شركة، ومن هذه الفوائد والمزايا نذكر:

ـ التوصل لحلول لمجموع القضايا والإشكالات التي تحدث داخل المؤسسة بطريقة فعالة وناجحة ومن الجذور. عبر التعاون والمساندة وروح التكافل بين مختلف العاملين بالمؤسسة بطريقة جماعية.

ـ  مد الشركة بمجموعة من الأساليب والطرق الكفيلة بالرفع من إنتاجية وجودة منتجات الشركة. بعد العمل على تحسين بيئة العمل داخل المؤسسة وتجويدها لتسد حاجيات العاملين فيها؛ كتوفير التداريب والتمارين والتكوينات اللازمة والتوصل لتسويات ترضي جميع الأطراف وبطريقة حضرية في حال وقوع  نزاعات ومناوشات بين العمال.

ـ التعامل بالأساليب العلمية يغني عن مجموعة من العراقيل والصعوبات في العمل. حيث تنتشر ثقافة العمل المؤسساتي والتنظيم، كما يساعد على تحيين الاستراتيجيات والعمليات التي تشجع على الثقافة. وهذا يساهم في حل المشاكل التي تنشأ بطريقة سلسة وبسيطة دون أية مضاعفات أو صعوبات.

كل هذه العوامل وغيرها تعمل على تقليص الخسائر التي يمكن ان تتعرض لها المؤسسة فيما يتعلق بتغيير العمال بشكل مفاجئ. كما أنها ترفع من مردودية وجودة المنتجات التي تقدمها الشركة وتعزز دورها في السوق.

إقرأ أيضا تعرف على التسويق المؤسساتي وأكتشف أهميته في الترويج لعلامتك التجارية.

ما هي الطريقة المثلى لتوظيف علم النفس التنظيمي في أي شركتك؟

يستلزم توظيف هذا العلم في شركتك توفر فريق عمل خاص معد لهذه المهمة بالضبط . يكون الفريق مكونا من علماء نفس ومن موظفي الموارد البشرية.

من جانب أخر لتسهيل الأمر يمكنك التعاقد مع شركة مختصة في هذا الشأن. الشركة تكون مختصة بهذه المهمة وتقدم الاستشارات وتقدم الإجراءات الأنسب في هذا الخصوص.

تجدر الإشارة في هذه الحالة إلى ان الجهة الاستشارية التي ستقوم بالتعاقد معها ستقدم لك ما ينبغي عليك القيام به فقط. وأنت من سيختار الأنسب والملائم لشركتك.

موضوع له صلة خدمات الإستشارة التسويقية.

وسيان بين التعاقد مع شركة مختصة في تقديم الاستشارات فيما يخص الجانب النفسي للشركة. أو في حالة توفرك على فريق خاص بشركتك الذي يهتم بعلم النفس التنظيمي بالشركة ويحرص على تطبيقه.

من الضروري أن تأخذ بعين الاعتبار وجود مصاريف وتكاليف في كلتا الحالتين. والتي يجب أن لا تنساها مثل الراتب الخاص باللجنة ومصاريف الاختبارات والفحوص.

هذا ليس سببا لعدم توظيف علم نفس الشركات في شركات فهذه المصاريف والتكاليف مهما كانت كبيرة فهي ستعوض بالأضعاف بعد أن ترتفع الإنتاجية ومردودية العمال. نتيجة تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير البيئة المناسبة للعمل داخل الشركة.

لهذا من الأحسن عدم إغفال الجانب النفسي لدى العمال ويجب تطبيق علم النفس التنظيمي  في شركتك لتحقيق الريادة والتفوق على المنافسين في السوق

مقالات ذات صلة