أصناف المقابلة الشخصية

المقابلة الشخصية أو مقابلة العمل هي نقطة التحول في حياة أي الشخص باحث عن العمل، حيث ينتقل من مرحلة الطالب أو العاطل إلى موظف عامل يعتمد على نفسه ومستقر ماديا، وتعتبر مرحلة أساسية ومهمة وخطوة يجب أن تخضع لدراسة والتحضير والاستعداد الكامل قبل إجرائها. توجد أصناف المقابلة الشخصية بأشكال متعددة ولا تقتصر على نوع أو صنف واحد، ويختلف كل نوع عن آخر في كيفية التحضير والاستعداد له. إذن فما هي أصناف المقابلات الشخصية؟ و كيف تختلف في ما بينها؟

أصناف المقابلة الشخصية

يكمن الاختلاف الحاصل بين أنواع المقابلات الشخصية في نوعية الوظيفة المقترحة ومجالها، والمهام المنوط بها والتي ينبغي إنجازها في إطار الوظيفة المقترحة، وقد عدد المختصين أنواع هذه المقابلات إلى الأنواع التالية:

المقابلة الشخصية التقليدية

يعتبر هذا النوع من المقابلات هو النوع الأكثر تداولا وتعتمد عليه كبريات الشركات خلال عملية توظيف أشخاص جدد في مراكز مهمة في مختلف مصالحها، ولا بد لكل موظف أن يكون قد مر بهذه التجربة خلال مساره للحصول على الوظيفة التي يشغلها.

تقوم مقابلة العمل التقليدية على المواجهة بين المتقدم والمشغل في غرفة منفردين، ويقوم المشغل أو المسؤول عن التوظيف بطرح مختلف الأسئلة التي تهم الوظيفة المقترحة والمهام التي يمكن للمتقدم القيام بها، والمؤهلات والخبرات التي يتمتع بها ومدى قدرته على الاهتمام بهذا العمل وقدرته على إقناع المشغل بأنه الشخص المناسب لهذه الوظيفة.

مقابلة عمل عبر الهاتف، المقابلة الهاتفية

لا تتعدى مدة هذه المكالمة الهاتفية أكثر من 15 دقيقة تتم فيها المقابلة بين المشغل والمتقدم للوظيفة، تعتبر هذه الطريقة وسيلة حديثة في هذا الصدد ومن خلالها يتمكن المشغل من انتقاء الموظف المناسب للوظيفة الشاغرة.

بعد تحديد المقابلة الشخصية بعد المقابلة الهاتفية، ينبغي على المتقدم أن يحاول ويعمل في المقابلة عبر الهاتف الاستحواذ على اهتمام المشغل عبر نبرة صوته وطريقة حديثه اللائقة لكي يضمن دعوة لاجتياز مقابلة شخصية في المؤسسة.

كما المقابلة الشخصية فإن المقابلة عبر الهاتف تخضع كذلك لمجموعة من الضوابط التي يجب مراعاتها، كانتظار المكالمة والإجابة فور ورودها على الهاتف وتجنب إغلاق الهاتف في وجه الشخص، أو بعد الإدلاء بالسيرة الذاتية، لأن هذا يدل على مدى الاهتمام والجدية لنيل هذه الوظيفة.

المقابلة الشخصية عبر السكايب

بالنسبة لنوع المقابلة الأكثر شيوعا والأكثر استخداما نظرا لحداثتها وتطورها، المقابلات التي تتم عن طريق الفيديو عبر السكايب.

أصبحت تعتمد من طرف كبريات الشركات والمؤسسات ويتم الاستعانة بها في عمليات التوظيف بدل المقابلة الهاتفية، تشبه المقابلة عبر الفيديو كالظهور على إحدى البرامج التلفزية.

لدى ينبغي الاهتمام بها والاعتناء بالمظهر واللباس والحرص على الظهور بشكل لائق ومناسب وبشكل واضح، ويستحسن التدرب على هذه المقابلة جيدا.

وتعتمد مجموعة من التقنيات في مثل هذه المقابلات مثل تقنية السكايب أو الكون فرنس أو إحدى برامح ال VC الإلكترونية.

مقابلة عمل استثنائية محددة

يوجد نوع خاص من المقابلات الشخصية للحالات استثنائية أو لمناصب خاصة، يتم فيها طرح أسئلة خاصة ومخصصة لها مثل الألغاز وأسئلة غير تقليدية وتكون الوظيفة المقترحة تتطلب مهارة معينة بالضبط والتي ينبغي للمتقدم أن يكون متمكنا منها.

يشار إلى مؤسسات ابل تقوم بتطبيق هذا النوع من المقابلات في عمليات توظيف الكفاءات في شركتها، لأنها تهتم في التوظيف في مكاتبها على ذكاء المتقدم لنيل الوظيفة ومدى تمكنه من إدارة تفكيره، والتفكير بمنطقية ودهاء للتوصل إلى حل للأسئلة والألغاز المطروحة.

ومن بين الألغاز التي يمكن مصادفتها في مثل هذا النوع من المقابلات الشكل التالي:

كيف يمكن التمييز بين محتويات صناديق ثلاثة الأول يحتوي على الليمون والثاني على إجاص والثالث على ليمون وإجاص لكن بعينين مغمضتين وبدون رؤية المحتوى ويسمح بفتح صندوق واحد والمطلوب هو الطريقة اللازمة لمعرفة محتوى الصندوقين الآخرين بدون النظر إلى محتوى الصندوق الأول.

مقابلة عمل عبارة عن ألغاز

يمكن لمقابلات العمل الأخرى أن تتضمن أسئلة على شكل ألغاز لاختبار مستوى ذكاء  فطنة وسرعة وعبقرية المتقدم للوظيفة وقدرته على التعامل مع الإشكالات التي تحتاج الذكاء وسرعة التصرف إزاءها، وإيجاد جواب مناسبة بسرعة، ويمكن للسؤال المطروح أن يكون كالتالي:

بالنسبة لمدينة الرباط كم يبلغ عدد المتفاعلين على منصة فيسبوك خلال الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل.

بالنسب لهذا السؤال فهو سؤال تعجيزي، ولا يستطيع المتقدم الجواب عنه بدون اللجوء إلى أرقام ودراسات وإحصائيات دقيقة، لكن تقديم رقم مضبوط ليس الهدف الذي يسعى إليه المشغل أو الشخص الذي طرح السؤال، بقدر ما تهمه الطريقة والأسلوب الذي يتبعه المتقدم في الوصول إلى الجواب.

المقابلة الشخصية أثناء عشاء

تقام بعض مقابلات العمل للمناصب الكبيرة والمهمة غالبا خلال عشاء أو غداء عمل، في أحد الأماكن العامة، حيث تتم دعوة المرشح لنيل المنصب المطروح إلى أحد الأماكن العامة قصد إجراء المقابلة الشخصية والتعرف عليه عن كثب.

تتبع الشركات الكبرى هذه الطريقة في توظيف الكفاءات المهنية في المناصب التنفيذية والتي تحتاج إلى مؤهلات وإمكانات مميزة.

وخلال المقابلة يقوم المسؤول بملاحظة تصرفات المتقدم خارج إطار العمل ومعاينة طريقة تعامله مع الأسئلة الموجهة، له ومدى ثقته بقدراته وكيف يعبر عن مؤهلاته وكيفية التعامل مع صعوبات التي يمكن أن يواجهها أثناء عمله.

المقابلة الشخصية الجماعية

تقام مقابلات العمل بطريقة جماعية قصد معاينة قدرة كل متقدم على العمل وفق جماعة قياس مدى تملكه لروح الفريق، كما تهدف الى ربح الوقت واختصاره بعد معاينة كل مترشح عن كثب خلال المقابلة الشخصية الأولى والتي غالبا ما يكون المدعوون إلى المقابلة الجماعية قد تجاوزوها بنجاح.

خلال مقابلة العمل الجماعية يقوم المشغل بطرح موضوع معين مدروس على المترشحين قصد النقاش فيه، وخلال نقاشهم يلاحظ ويسجل ملاحظاتهم حول طريقة النقاش والمعلومات التي يملكها كل مترشح وكيف يدلي بها.

ويقوم بانتقاء الأنسب للمناصب المقترحة بناء على مهاراتهم ومؤهلاتهم وقدراتهم، ومدى تحلي كل مترشح بروح الفريق والتواصل واحترام أراء الآخرين والتقيد بمبادئ الحوار.

مقابلة عمل اختبارية تطبيقية

تكون مقابلات العمل الشخصية غالبا عبارة عن مباراة كتابية أو شفوية نظرية؛ وهذا هو الشكل المعتاد والذي يتبادر إلى ذهن أي مترشح فور رغبته في التقدم لأي مقابلة عمل.

نجد مجموعة من الشركات والمؤسسات التي تتجاوز هذه الفكرة تماما وتقوم بمقابلات مغايرة، حيث تقوم بتجارب للمتقدمين للمنصب وتكلفهم بأداء مهام معينة متعلقة بالوظيفة المقترحة، وبناءا على أدائهم وطريقة قيامهم بالعمل تقوم بتوظيفهم أو برفضهم.

تكون هذه المقابلات مرتبطة غالبا بإحدى المجالات التالية: الطب أو الهندسة أي المجالات العلمي التطبيقية بالأساس.

ويعتمد المسؤول عن المقابلة عن الأداء التطبيقي والنتيجة التي وصل إليها المتقدم عن طريق المعاينة النظرية والتي تعكس في الأخير خبرة المتقدم ومؤهلاته وليس فقط شفويا.

مقابلة عمل أمام لجنة متعددة

يتم هذا النوع من المقابلات أمام عدة أشخاص في الوقت عينه، ويكون المقصود منها هو اكتشاف قدرة الشخص على العمل وفق فريق لأن الوظيفة المقترحة تتم في ظروف جماعية وتستلزم العمل وفق فريق عمل واحد.

المميز هنا أن اللجنة تضم أشخاص متعددي التخصصات، وهذا يسهل عليهم مهمة الإحاطة بجميع مهارات ومؤهلات المتقدم عبر طرح أسئلة متنوعة من كل متحاور عن جميع التخصصات.

المقابلة الشخصية في المعارض المهنية

من بين الطرق الأخرى التي تنهجها الشركات في عمليات التوظيف، طريقة حديثة تقوم على أن الباحث عن العمل ينتهز فرص حضور معارض وندوات وتظاهرات مهنية متنوعة، قصد الترويج لنفسه عبر التعرف على مسؤولي التوظيف بالشركات والمؤسسات.

بالتالي عرض المهارات والمؤهلات الخاصة به وتوضيح قدرات لهم، بطريقة مختصرة وغير مزعجة ليتمكن من الاستحواذ على اهتمام المسؤول ويستطيع الحصول في الأخير على موعد لمقابلة عمل شخصية في المؤسسة المعنية.

خاتمة

مع ارتفاع عدد ونسب الباحثين عن العمل وطلب الوظيفة أصبحت الشركات والمؤسسات في بحث دائم على طرق ومنهجيات جديدة للحصول على الكفاءات المهنية المتميزة وإلحاقها في صفوف موظفيها، بطرق أكثر تطورا وسرعة وفعالية في نفس الوقت.

وهذا ما يدفع بالشباب والباحثين عن العمل بمواكبة هذه التطورات والحصول على المستجدات بكل ما يخص البحث والحصول على العمل.