دور لغة الجسد في نجاح مقابلة العمل

يتطلب النجاح في مقابلات العمل التحضير المسبق الجيد، والاهتمام بمجموعة من النقط الضرورية والتي يغفل عنها الكثيرين رغم أهميتها، رغم أنها من أهم الأشياء التي تركز عليها لجنة المقابلة ومنها يأخذ الانطباع الأول، وتعبر عن جدية المترشح لإجراء المقابلة، ومن هذه النفط لغة الجسد.  فما هو دور لغة الجسد في نجاح مقابلة العمل والتوظيف؟

لغة الجسد ومقابلة العمل

من أهم العوامل التي تلعب دورا مهما في نجاح مقابلات العمل، هي حركات الجسم المختلفة والتي تتمثل في لغة الجسد، والتي رغم إهمالها من قبل البعض إلا أنها توحي بمجموعة من الأشياء؛ كالمشاعر الكامنة وقت المباراة، وتترجم مختلف الأحاسيس.

فأثناء المقابلة تركز اللجنة المخصصة لإجراء المقابلة والمكونة من أشخاص اختيروا لهذه المهمة وخبراء في لغات الجسد والحركات، على كيفية استجابة وتفاعل الجسد مع الأسئلة والمواضيع المطروحة على المتدرب أثناء الحوار.

إرشادات الاستغلال الناجح للغة الجسد وقت مقابلة التوظيف

في اغلب الحالات يركز المترشح على سيرته الذاتية أكثر من تركيزه على تنمية شخصيته، يعمل بجهد في الحصول على الشواهد الدراسية، والدبلومات لاغناء ملفه الشخصي لكنه يهمل ذاته وجانب تقوية الثقة بالنفس.

لدى أثناء المقابلة لا يجد المشغل توافقا بين ما هو مدرج في السيرة الذاتية ومع ما يشاهده أمامه من ضعف الشخصية، وعدم الانسجام بين الأمرين يلعب ضد رغبة المرشح، ومن المؤشرات على ذلك حركات والتعابير الجسدية، ومن أهم هذه التعابير والحركات وكيف يتم استغلالها سندرجها الآتي:

المصافحة بقوة وثقة

من السهل توقع مجرى المقابلة بعد البداية، فإن كانت بداية جيدة فالمتوقع أن المقابلة ستسير على ما يرام والعكس صحيح.

البداية تكون دائما بالمصافحة وينصح بأن تكون المصافحة الأولى قوية، وتترجم ثبات وقوة شخصية المتباري وجديته، وطموحه وثقته القوية بنفسه، وموازاة المصافحة مع تقديم عبارات الشكر والتقدير على تخصيص موعد للمقابلة.

تبدأ المقابلة دائما بإلقاء التحية مع مصافحة اللجنة التي ستجري المقابلة، فهذا الأمر يعبر عن احترامهم وتقدير جهودهم.

بعدها النظر إلى المكان وتصفحه والتفكير بإيجابية وتفاؤل وثقة بالقدرة على الفوز لكن دون المبالغة والتعالي لكي لا يقع العكس والعمل على ترتيب الأفكار، والنقاط المهمة التي ستتطرق إليها في الحديث، وطريقة الإجابة على الأسئلة بتأني وباختصار وقول المفيد دون المبالغة.

القعود بطريقة صحيحة وسليمة

تخضع طريقة الجلوس في مقابلة العمل لقواعد وقوانين ضرورية الالتزام بها، فهي تلعب دورا مهما في ترجمة مجموعة من الأشياء وتوصل رسائل مختلفة وغير مباشرة الى الأشخاص الذين يجرون المقابلة.

لدى ينصح بالاعتناء بطريقة الجلوس والتدرب عليها خاصة إن كان الشخص يجلس بطريقة معينة ومتعودا عليها، ومن بين سلوكات الجلوس وتعبيرها لدى الآخرين:

الانحناء الى الوراء يعبر عن إحساس الشخص بالغرور والتعالي على الآخرين؛ وهناك الانحناء الى الأمام هذا يعبر عن عنف الشخص وتوتره وخوفه من المقابلة.

ينبغي أن لا يكون المتباري متراخيا على الكرسي هذا ينم عن الكسل والضعف ينصح بالاعتدال في الجلوس والثبات بطريقة مستقيمة سليمة للجسد ومريحة.

الالتزام بالابتسامة

تلعب تعبيرات الوجه دورا مهما في الشعور بالارتياح، وتجنب التوتر أثناء الحديث. لدى يجب إعطاء أهمية كبيرة للابتسامة أثناء المقابلة لكن دون المبالغة لأن ذلك سيبين عدم الجدية واللامبالاة والاستهانة.

تعكس الابتسامة الراحة النفسية والسكينة والتصالح مع النفس، وخلال مقابلة العمل  ينبغي مصاحبتها بمشاعر وملامح تنم عن الالتزام والجدية، وكون الشخص مسؤولا وعلى قدر كاف من النضوج.

العمل على حركات اليدين

الكثير من الأشخاص يحرصون على استخدام حركات اليدين بشكل كبير، وتعودوا على تحريكها والقيام بحركات أثناء حواراتهم.

في هذه الحالة ينصح بتفادي هذه المسألة أثناء إجراء مقابلة العمل، لكن ينبغي تتبع قواعد لاستخدامها دون المبالغة والتلويح لأن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على مجرى المقابلة.

الحرص على وضع اليدين في وضعية مريحة وعدم تغيرها كل مرة بسرعة، لكن من حين لأخر لتفادي تشتيت انتباه الأشخاص المقابلين لك وتجنب شبكها أو الضغط عليها لأنها هذه الوضعية تفسر بالوضع الدفاعي والخوف والتوتر، ولأنها تعبر عن الضعف، ومن الأفضل استعمال الطاولة إن كانت موجودة أو وضعها على يد الكرسي.

ينصح بتجنب تحريك واللعب بشي أثناء الحديث لأنها حركة تعبر عن الكذب وعدم التأكد والثقة بما يقال من المعلومات المدلى بها.

حركات البصر والنظرات

تشكل النظرات من أبرز وسائل التواصل بين المتدرب ولجنة المقابلة أثناء الحديث ويجب مراعاة قواعد النظر والبصر لتعلب في صالح المتباري وليس عكسه.

الطريقة الصحيحة هي توزيع النظر على الأشخاص وعدم التركيز على شخص واحد، وعدم الإشاحة بالنظر في المكان فهذا يبين عدم التركيز وتشتيت الأفكار، بالاضافة الى الحرص على عدم إطالة النظر على شخص معين أو النظر الى الأسفل والانحناء بالرأس.

 التعبير عن الجدية والتركيز والاهتمام

يمكن لمجموع الحركات التي تقوم بها أثناء حديث الأشخاص أمامك أن تبين وتترجم مدى اهتمامك بحديثهم وأنك متجاوب معهم.

ينبغي الحرص على الإيماء بالرأس من حين لآخر لتبيان التركيز وأنك متفق وتفهم القصد من الحديث ومنسجم معه وفي الإنصات التام معه ومركزا معه كما أنها تبين الاهتمام، بما يقال لكن دون المبالغة في ذلك لأنه سيفهم العكس.

خلاصة

خلاصة لما ذكر فلغة الجسد من أهم العوامل التي تتحكم في سير ونجاح مقابلة العمل، وينصح بإعطائها الأهمية اللازمة والتدرب على مختلف الحركات وتفسيراتها، واستغلالها في صالح المتباري خلال المقابلة من دون المبالغة فيها.

بالاضافة الى عوامل أخرى نفسية، والتحضير المسبق والجيد عبر البحث عن مقابلات والقراءة عنها وعن الأسئلة التي تطرح والتدرب قبل التقدم لاجتياز أي مقابلة عمل، بالإضافة إلى العمل على تقوية السيرة الذاتية وعلى كيفية البدء وتقديم النفس قبل.